الحقيقة أن أحد أصدقائي المهذبين للغاية قال التالي امبارح
"كسم مرسى ، وكسم البلد كها ، وكسم الثوره ، وكسم الروح اللى موجوده عند كل الناس"
الموضوع تعدى فكرة الاحباط من الوطن الذي لا ينصلح حاله أو الثورة التي فشلت لأن الناس سابت الميدان، على اعتبار انهم كانوا المفروض يفضلوا قاعدين هناك سنة مثلا!
لكن هي وجهة نظر للوطن الميؤوس منه تماما، عن الناس أصل المشكلة و الحكومات (المشكلة الفرعية)، و عن الدين المتحكم في الكل في صورة ضلالات و وساوس و عن اللي بيحاولوا يعالجوا الناس من الضلالات بأوهام أكبر و صورة وسطية!
فبشكل عام السياسة بتبتلع حياة الانسان في مصر، يعني من سنتين كان نفس الكلام بيدور، الحوارات و النقاشات الحامية، لكن انت كشخص على مستوى حياتك الفردية البحتة لا تحقق أي شئ لأن حياتك في دولة مركزية مرتبط بالكل و الكل مبيتحركش غير لورا و انت مستني الخطاب/الانتخابات/القرارات/...الخ القادمة
يبقى فين العيب إن الفرد يدور على مصلحته الشخصية البحتة؟ صحيح الكل حيفضل سبب في انخفاض سقف طموحه لكن ممكن يحقق و لو طموحات صغيرة لحد ما يقدر يخرج من البلاعة دي، و هو القدر المحتوم في رأيي اللي ممكن يكسب الحياة قليل من المنطقية! المشكلة تقريبا في الصورة الدرامية اللي بتحاوط الشخص اللي بيحاول ميركزش مع الحالة الميؤوس منها اللي اسمها الوطن فهو دايما متعجرف مش حاسس بغيره و انتهازي متسلق وسخ... و هو بالضرورة مش صحيح...تمنياتي لكل فرد ظروفه سيئة إنها تتحسن...لكن دي مش معركتي ... ده زمن المعارك الفردية بامتياز!
تخيلت كمان انهارده ان شخص بقاله بيناضل مثلا أربعين سنة، متفرغ للنضال و الزعيق و المظاهرات و الاعتصامات...الخ، قضية الوطن، عظيم مش كده؟ حنفرض إنه محققش أي إنجاز على المستوى الشخصي، لإنه مؤمن بإن المجموع و الفرد مينفصلوش عن بعض، و بعد كل السنين دي نلاقي الشخص ده في لحظة الثورة وجد تعب السنين اللي فاتت أعطى نتيجة...في حين إن الأمر لا يتعدى كونه مصادفة تاريخية داروينية بحتة تلاقت فيها ظاهريا أمنياته مع أمنيات الجموع، يعني شخص بيكلم نفسه طول الوقت و تصور إنه انتصر!
صحيح إن معاني الانتصار و النضال تحتاج لإعادة تعريف في هذا السياق، و حتظل دائما نسبية، لكن هذا السيناريو لم يعد يساوي أي شئ بالنسبة لي، أنا معنية بانتصار ملموس يحسّن حياتي للأفضل، هدف دارويني بامتياز اهه! إيه المانع؟
وأوعد نفسي إني حأهتم بالوطن ده مرة تانية لما أكون بأدوّن من دولة متقدمة وبأعيش حياة البني آدمين! حقيقي حأهتم من قلبي
وأوعد نفسي إني حأهتم بالوطن ده مرة تانية لما أكون بأدوّن من دولة متقدمة وبأعيش حياة البني آدمين! حقيقي حأهتم من قلبي
No comments:
Post a Comment