من أجل مجتمع طاهر اليد نظيف الهواء
مدرستي جميلة نظيفة متطورة
اعتصام الأولتراس
مارس 2012
إضافة
كتبت نجلاء بدير في جريدة التحرير 31 مارس 2012
يبدو أن البنت ستظل الحلقة الأضعف لسنوات كثيرة قادمة.
مهما قدمت، مهما ناضلت، مهما قاومت، مهما صمدت.
ستظل الحلقة الأضعف لأنها تقف وحدها ضد مجتمع بكامل طوائفه.
اعتقدت أن بنات جيلى كن ضعيفات بما يكفى لأن يتعرضن لقهر عظيم صنع من كثيرات منهن شخصيات تعانى من الازدواجية فى سبيل إرضاء حلقات مجتمعيه تضيق وتتسع حسب الظروف.
وتصورت أن بنات الجيل الحالى الأكثر شجاعة والأكثر صدقا سينجحن فى ما فشلت فيه الأجيال السابقة.
لكن قرار الألتراس بمنع البنات من الوجود فى الاعتصام بعد الثامنة مساء، أظهر أن الأمواج عالية جدا.
وفخْر الألتراس بإعلان أن هذا القرار لمنع الشائعات التى نجحت فى تشويه الاعتصامات السابقة لا يختلف كثيرا عن منهج «إيه اللى وداها التحرير؟»، و«ليه لابسة عباية بكباسين؟»، منهج لوم الضحية.
شباب الألتراس المستعدون لتقديم حياتهم ثمنا لحريتهم، يعلنون بهذا القرار، أنهم غير مستعدين لبذل أى جهد فى سبيل تدعيم نضال البنت المصرية.
اعتبروا أن وجود البنات يمكن أن يكون سببا لوجع الدماغ، فأراحوا أدمغتهم وأعلنوا أنهم ليسوا فى حاجة إلى تضامن البنات معهم، ومن ثم فهم أيضا لن يتضامنوا مع البنات. حتى إن لم ينطقوا بها صراحة.
نفس منطق الأخ الذى يجبر أخته على البقاء فى البيت بدلا من يُضطر إلى حمايتها أو الدفاع عنها إذا تعرضت لاعتداء مادى أو معنوى.
على فكرة، هى أيضا ليست فى حاجة إلى أن يحميها أحد، ولا فى حاجة إلى أن يعترف بأهمية مشاركتها أحد.
عندما أقول البنات فأنا أقصد الشابات حتى الخامسة والأربعين مثلا، وهن يضربن المثل ليس فقط فى القدرة على التعامل مع عنف الأمن معهن ولا حقارة البلطجية تجاههن ولا احتقار العسكر لهن، بل أيضا فى تحمل مسؤوليات العمل والأطفال والمقاومة فى نفس الوقت.
وتنضم إليهن أعداد من الأمهات تتزايد بزيادة الضغط على بناتهن، بحيث أصبح مشهدا عاديا أن تشكل سيدات أعمارهن فوق الخمسين والستين ركنا أساسيا فى مظاهرة أو وقفة، يهتفن ويحملن اللافتات ويقفن وراء بناتهن.
كان من الممكن والأسهل أن تمنع الأمهات بناتهن على الأقل الصغيرات منهن، لكن فعلن الأصعب ونزلن معهن.
الثورة كسرت حاجز الخوف عند الشعب كله، الخوف فقط. وتركت حواجز كثيرة.
فى أيام الثورة الحقيقية -أقصد أيام التحرير- عشنا المجتمع المثالى تحت الخطر، لا فرق بين رجل وامرأه ولا بين مسلم وقبطى ولا غنى وفقير… بمجرد أن بدأت الاحتفالات بدأ معها التحرش.
وارتفعت حدته تدريجيا حتى أصبح التحرير فى الأيام الأخيرة تحرشا فقط.
أقول فى أيام الثورة حلق بنا الحلم إلى أن تصورنا أن هذا ما سيكون عليه مجتمعنا القادم، سيكون مجتمعا للعدل والمساواة.
والله العظيم كان ممكن يحصل.. فقط لو أن الثورة حكمت وتحكمت ولم تترك الحكم للمجلس العسكرى المنقطع الصلة تماما بأيام الثورة.
فى أيام الثورة تعرف الجميع بعضهم إلى بعض وكان التعرف إلى الألتراس من ضمن التعارف. ثم انقلب التعرف إلى حب وتقدير وفخر. بحيث أصبح كل من دخل ميدان التحرير يعرف قيمة الألتراس الحقيقية.
وأنا منهم أعرف قيمة الألتراس فى الثورة وفى الحياة، لذلك تألمت ألما حقيقيا عندما أدركت أن التعرف والتعارف والتقدير كان من طرف واحد.
المدهش أن أغلب بنات هذا الجيل يعرفن أنها معركتهن وحدهن إلا قليل.
وعلى عكس جيلنا لا ينتظرن ولا يتوقعن من أحد فوق طاقته. ومن ثم لا يتألمن ولا يُحبَطن مثلنا
مهما قدمت، مهما ناضلت، مهما قاومت، مهما صمدت.
ستظل الحلقة الأضعف لأنها تقف وحدها ضد مجتمع بكامل طوائفه.
اعتقدت أن بنات جيلى كن ضعيفات بما يكفى لأن يتعرضن لقهر عظيم صنع من كثيرات منهن شخصيات تعانى من الازدواجية فى سبيل إرضاء حلقات مجتمعيه تضيق وتتسع حسب الظروف.
وتصورت أن بنات الجيل الحالى الأكثر شجاعة والأكثر صدقا سينجحن فى ما فشلت فيه الأجيال السابقة.
لكن قرار الألتراس بمنع البنات من الوجود فى الاعتصام بعد الثامنة مساء، أظهر أن الأمواج عالية جدا.
وفخْر الألتراس بإعلان أن هذا القرار لمنع الشائعات التى نجحت فى تشويه الاعتصامات السابقة لا يختلف كثيرا عن منهج «إيه اللى وداها التحرير؟»، و«ليه لابسة عباية بكباسين؟»، منهج لوم الضحية.
شباب الألتراس المستعدون لتقديم حياتهم ثمنا لحريتهم، يعلنون بهذا القرار، أنهم غير مستعدين لبذل أى جهد فى سبيل تدعيم نضال البنت المصرية.
اعتبروا أن وجود البنات يمكن أن يكون سببا لوجع الدماغ، فأراحوا أدمغتهم وأعلنوا أنهم ليسوا فى حاجة إلى تضامن البنات معهم، ومن ثم فهم أيضا لن يتضامنوا مع البنات. حتى إن لم ينطقوا بها صراحة.
نفس منطق الأخ الذى يجبر أخته على البقاء فى البيت بدلا من يُضطر إلى حمايتها أو الدفاع عنها إذا تعرضت لاعتداء مادى أو معنوى.
على فكرة، هى أيضا ليست فى حاجة إلى أن يحميها أحد، ولا فى حاجة إلى أن يعترف بأهمية مشاركتها أحد.
عندما أقول البنات فأنا أقصد الشابات حتى الخامسة والأربعين مثلا، وهن يضربن المثل ليس فقط فى القدرة على التعامل مع عنف الأمن معهن ولا حقارة البلطجية تجاههن ولا احتقار العسكر لهن، بل أيضا فى تحمل مسؤوليات العمل والأطفال والمقاومة فى نفس الوقت.
وتنضم إليهن أعداد من الأمهات تتزايد بزيادة الضغط على بناتهن، بحيث أصبح مشهدا عاديا أن تشكل سيدات أعمارهن فوق الخمسين والستين ركنا أساسيا فى مظاهرة أو وقفة، يهتفن ويحملن اللافتات ويقفن وراء بناتهن.
كان من الممكن والأسهل أن تمنع الأمهات بناتهن على الأقل الصغيرات منهن، لكن فعلن الأصعب ونزلن معهن.
الثورة كسرت حاجز الخوف عند الشعب كله، الخوف فقط. وتركت حواجز كثيرة.
فى أيام الثورة الحقيقية -أقصد أيام التحرير- عشنا المجتمع المثالى تحت الخطر، لا فرق بين رجل وامرأه ولا بين مسلم وقبطى ولا غنى وفقير… بمجرد أن بدأت الاحتفالات بدأ معها التحرش.
وارتفعت حدته تدريجيا حتى أصبح التحرير فى الأيام الأخيرة تحرشا فقط.
أقول فى أيام الثورة حلق بنا الحلم إلى أن تصورنا أن هذا ما سيكون عليه مجتمعنا القادم، سيكون مجتمعا للعدل والمساواة.
والله العظيم كان ممكن يحصل.. فقط لو أن الثورة حكمت وتحكمت ولم تترك الحكم للمجلس العسكرى المنقطع الصلة تماما بأيام الثورة.
فى أيام الثورة تعرف الجميع بعضهم إلى بعض وكان التعرف إلى الألتراس من ضمن التعارف. ثم انقلب التعرف إلى حب وتقدير وفخر. بحيث أصبح كل من دخل ميدان التحرير يعرف قيمة الألتراس الحقيقية.
وأنا منهم أعرف قيمة الألتراس فى الثورة وفى الحياة، لذلك تألمت ألما حقيقيا عندما أدركت أن التعرف والتعارف والتقدير كان من طرف واحد.
المدهش أن أغلب بنات هذا الجيل يعرفن أنها معركتهن وحدهن إلا قليل.
وعلى عكس جيلنا لا ينتظرن ولا يتوقعن من أحد فوق طاقته. ومن ثم لا يتألمن ولا يُحبَطن مثلنا
حتى لا ننسى
No comments:
Post a Comment