Saturday, March 31, 2012

الحركة النسوية المعاكسة1/جرافيتي/ كيف تهدم قضيتك بسهولة ويسر؟


أنا ممتنة للغاية لفن الجرافيتي...التعبير دوما شئ رائع
و بما أنه تعبير غير مسيس أو موجه فمن خلاله يمكن قراءة المزاج العام للمتعاملين معه
أتذكر هنا أغنية "كاريوكي" مطلوب زعيم و التي بكل المقاييس العقلانية تناهض تماما الخطاب الثوري الذي مل من المزاح من كل شخص يبدأ خطابه ب "كلكم أولادي" ...لا أدري هل هذا عدم تركيز أم فقر فكري في ايجاد مصطلحات جديدة لأغاني محتملة!

الخطاب هذا يأخذ شكله المعاكس في الجرافيتي التالي...فبدلا من سلطة الأب سنأتي لسلطة الأم...أنا شخصيا و على الرغم من إيماني بعدم جدوى الانتخابات الرئاسية القائمة إلا أن خطوة ترشيح بثينة كامل لنفسها خطوة شجاعة و مهمة و تستحق أن أنتخبها لهذا السبب فقط، لكن هذا لا يمنع إطلاقا أن إعادة فكرة الآباء و الأمهات و الوطن الملئ بالأطفال غير ناضجة و ساذجة لأبعد حد و تكاد تكون مزدوجة تماما لجيل لا يؤمن بأي سلطة و لكنه يذكرها على الدوام!!!

أو في مثال آخر إعادة إنتاج للخطاب الناصري فمصر هي سيدة و كل سيدة هي مصر و هو خطاب مهترئ عقيم لم ينتج عنه سوى التخلف و تضخيم نعرات الدفاع عن الشرف و الازدواجية المصاحبة (لأن ساحة الدفاع عن الشرف ستكون متاحة فوق جسد المرأة في دولة نظامها الديكتاتوري لن يوفر لك أي ساحات أخرى) و بالتالي فالمرأة هي البديل المتاح لمن يريد أن يتخلص من كبته...كما أن قضيتها دائما مؤجلة و مرهونة بمستقبل الوطن...أليست هي الوطن؟! فيبدو الخطاب المتصل بقضية المرأة دائما غير مسئول لأنه يتحدث في حقوق تبدو "فئوية" لا تقدر حجم الوضع الحالي




المثال الثالث هو الأسوأ على الاطلاق: تعريف جديد لنظرية التحرش
نظرية التحرش المجتمعية هي أن الضحية ملامة لأنها فعلت شيئا ما عرضها لذلك، و بالتالي فأنت حين تختار أن تقف بجوار فتاة تم التحرش بها لابد أن تكون متأكدة بنسبة مائة بالمائة من حسن سيرها و سلوكها في عالم لا يضم الملائكة كما أرى
أولا تأمل سخف المقارنة فسميرة فتاة تطالب بحق نتيجة لانتهاك و علياء تحاول أن تمارس فعلا تراه هو التعبير الأفضل عن حريتها، و هي لا تطالبك بأي شئ على حد علمي، و بالتالي لا أرى المجال الذي سنقارن من خلاله، إلا إذا أردنا نقد الزخم الإعلامي و هي نقطة توفرت للاثنين معا بنسب متساوية 
ثانيا صاحب الفكرة فعل ما لم تفعله علياء نفسها... فقد نقل للشارع (المحيط العام) من الانترنت (المحيط الخاص) ما يراه هو فعلا مشينا!
أما أخيرا فالمطلوب أن أتعاطف مع سميرة لأنها كانت في مواجهة مع العسكر و هو هدف نبيل و وطني لا يتمثل في قضية (مجازا) علياء أو في (مقارنة أخرى جرت مع صورة تكريم مروى من الداخلية) الذي تم استخدامه أيضا...إذن الأمر كله مبني على التعاطف و وضع صاحبة القضية على المسطرة الأخلاقية للجماهير...متى ستأتي الملائكة على أي حال؟!

حتى لا ننسى



No comments:

Post a Comment