مهاب نصر
عند كتاب الستينات كان وصف شخصية بالعجز الجنسي أو المثلية هو نوع من الجزاء لفساد السلطة وللسلطوي أو الخاضع ليه. الرمز كان مش بس عبيط وفج، انما بيساوم المجتمع على معنى شائع حدا للفحولة، موجود بالضبط عند عم عبده شكيّر والبلعوطي والحاجة حسنات٠ وبالتالي بدل ما يفك السلطة ويحولها لكلام نقدر نتناقش فيه، ويحطها جوه تاريخ عشان نفهم حدودها وهي جت منين، وبالتالي نوسع مجال فهمها والقدرة على التعامل مع منابعه...ا بدون عصبية أو مزايدة، بدل كل ده جه الرمز المنحط (ابن تاريخ لا يقل انحطاطا عن انحطاط السلطة) عشان يقفل الكلام، ويدمغ السلطة بحكم قيمة بدائي٠ وده ما تغيرش كتير بعد كدة ، بمعنى ان السياسة بقت وضع رمز في مواجهة رمز، غالبا للنكاية والمساومة : الشارع مثلا قصاد المؤسسة٠ لدرجة ان الناس كانت بتمارس أو تتظاهر بممارسة الحرية الجنسية مثلا مش تعبيرا عن احتياج فعلي انما تعبير عن ضمير تلوث بالرمز، يعني ما بقاش يمارس إلا وهو فاكر نفسه بيعمل ده ضد كذا ، فوق السرير ما بتبقاش المتعة، انما التركيز المجهد في الكلمات٠ كل الخرا الوقح ده طلع قصائد أو أشباه قصائد (حتى الممارسة السياسية ما كانتش اكتر من كدة) لكن ما طلعش كلمة واحدة تتصدق حتى من اللي بيقولها، شعور واحد واقف على ارض حقيقية، اكتشاف جديد لأي معنى، حرية مش معمولة للنكاية انما تعبيرا عن السعادة، سياسة مش معمولة بهدف الإدانة أو إصدار حكم قيمة على الآخرين، انما بهدف تحرير العلاقة بينهم من أحكام القيمة وإعادة ترتيبها بشكل يسمح لها اكتر بالتعبير عن نفسها في إطار عادل٠ مش ممكن تكون فيه سياسة ما ورهاش ده، إلا وتسقط في عماها٠ أخيرا من أسخف افتكاسات الكتّاب فكرة ان ما فيش أحكام قيمة، أو اعتبار الكتابة هي نوع من مرمطة حكم القيمة (مش فهمه)٠ يا ابن ٠٠٠٠ هو مش حكم القيمة ده اللي مخليك تتكلم عن العلاقة الحرة في قصيدة وتحط صورة ولادك ع الفيس، يا ابن ٠٠٠ هو مش حكم القيمة ده اللي بتقبض عليه فلوس وجوايز وعايش على قفاه، باعتبار الكتابة شيء ضروري أو مهم للحياة أو ساعات متعالي عليها كمان لكن بياخد منها مصروفه؟!
No comments:
Post a Comment